فصل: سنة تسع وتسعين وخمس مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة تسع وتسعين وخمس مائة:

تمكن العادل من الممالك وأبعد الملك المنصور علي بن العزيز بن صلاح الدين وأسكنه بمدينة الرها.
وفيها رمي بالنجوم.
ورخ ذلك العز النسابة وسبط ابن الجوزي وغير واحد.
فأنبأني محفوظ بن البزوري في تاريخه.
قال: في سلخ المحرم ماجت النجوم وتطايرت كتطاير الجراد ودام ذلك إلى الفجر وانزعج الخلق وضجوا بالدعاء ولم يعهد ذلك إلا عند ظهور نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيها توفي أبو علي بن أشنانة الحسن بن إبراهيم بن منصور الفرغاني ثم البغدادي الصوفي.
روى عن ابن الحصين وغيره.
وتوفي في صفر.
وأبو محمد بن عليان عبد الله بن محمد بن عبد القاهر الحربي.
روى عن ابن الحصين وجماعة.
تغير من السوداء في آخر عمره مديدة.
وأبو القاسم بن موقا عبد الرحمن بن مكي بن حمزة الأنصاري المالكي التاجر مسند الإسكندرية وآخر من حدث عن أبي عبد الله الرازي.
توفي في ربيع الآخر وله أربع وتسعون سنة ومتع بحواسه.
وابن نجية الإمام أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا زين الدين الأنصاري الدمشقي الحنبلي الواعظ نزيل مصر.
ولد سنة ثمان وخمس مائة وسمع من علي بن أحمد بن قيس المالكي ورحل وحمل جامع الترمذي عن عبد الصبور الهروي.
وكان من رؤساء العلماء له وجاهة ودنيا واسعة وهمة عالية.
ترسل عن نور الدين إلى الديوان.
وكان يجري له وللشهاب الطوسي العجائب من أجل العقيدة.
توفي في رمضان عن إحدى وتسعين سنة.
وكان سبط الشيخ ابي الفرج الشيرازي.
وعلي بن حمزة أبو الحسن البغدادي الكاتب حاجب باب النوبي.
حدث بمصر عن ابن الحصين وتوفي في شعبان.
وغياث الدين الغوري سلطان غزنة أبو الفتح محمد بن سام بن حسين.
ملك جليل عادل محبب إلى رعيته كثير المعروف والصدقات تفرد بالممالك بعده أخوه السلطان شهاب الدين.
وابن الشهرزوري قاضي القضاة ضياء الدين أبو الفضائل القاسم بن يحيى بن أخي قاضي الشام كمال الدين.
ولي قضاء الشام بعد عمه قليلًا ثم لما تملك العادل سار إلى بغداد فولي بها القضاء والمدارس والأوقاف وارتفع شأنه عند الناصر لدين الله إلى الغاية ثم إنه خاف الدوائر فاستعفي وتوجه إلى الموصل ثم قدم حماة فولي قضاءها.
فعيب ذلك عليه.
وكان جوادًا ممدحًا له شعر جيد ورواية عن السلفي.
توفي بحماة في رجب عن خمس وستين سنة.
والزاهد أبو عبد الله القرشي محمد بن أحمد بن إبراهيم الأندلسي الصوفي أحد العارفين وأصحاب الكرامات والأحوال.
نزل بيت المقدس وبه توفي عن خمس وخمسين سنة وقبره وأبو بكر بن أبي جمرة محمد بن أحمد بن عبد الملك الأموي مولاهم المرسي المالكي القاضي.
أحد أئمة المذهب.
عرض المدونة على والده وله منه إجازة كما لأبيه إجازة أبي عمرو الداني.
وأجاز له أبو بحر بن العاص والكبار وأفتى ستين سنة وولي قضاء مرسية وشاطبة دفعات وصنف التصانيف وكان أسند من بقي بالأندلس.
توفي في المحرم.
والغزنوي الفقيه بهاء الدين أبو الفضل محمد بن يوسف الحنفي المقرئ.
روي عن قاضي المرستان وطائفة.
قرأ القراءات على سبط الخياط.
قرأ عليه بطرق المنهج السخاوي وأبو عمرو بن الحاجب.
ودرس المذهب.
توفي بالقاهرة في ربيع الأول.
وابن المعطوش مسند العراق أبو طاهر المبارك بن المبارك ابن هبة الله الحريمي العطار.
ولد سنة سبع وخمس مائة وسمع من أبي علي بن المهدي وأبي الغنائم بن المهتدي بالله وبه ختم حديثهما.
وسمع المسند كما رواه.
توفي في عاشر جمادى الأولى.
والبرهان الحنفي العلاء أبو الموفق مسعود بن شجاع الأموي الدمشقي مدرس النورية والخاتونية وقاضي العسكر.
كان صدرًا معظمًا مفتيًا رأسًا في المذهب.
ارتحل إلى بخارى وتفقه هناك وعمر دهرًا.
توفي في جمادى الآخرة وله تسعون إلا سنة.
وكان لا يغسل له فرجية بل يهبها ويلبس جديدة.
وابن الطفيل أبو يعقوب يوسف بن هبة الله بن محمود الدمشقي الصوفي.
شيخ صالح له عناية بالرواية.
رحل إلى بغداد وسمع من أبي الفضل الأرموي وابن ناصر وطبقتهما.
وأسمع ابنه عبد الرحيم من السلفي.

.سنة ست مائة:

فيها أخذ صاحب الموصل تلعفر من ابن عمه قطب الدين صاحب سنجار.
فاستنجد القطب بجاره الملك الأشرف موسى وهو بخراسان.
فسار معه وعمل مصافًا مع صاحب الموصل نور الدين.
فكسره الأشرف وأسر جماعة من أمرائه ثم اصطلحا في آخر العام.
وتزوج الأشرف بأخت صاحب الموصل وهي الجهة الأتابكية صاحبة التربة والمدرسة بالجبل.
وفيها أخذت الفرنج فوة واستباحوها.
دخلوا من فم رشيد في النيل.
فلا حول ولاقوة إلا بالله.
وهي بليدة حسنة تكون يقدر زوع.
وفيها توفي العلامة أبو الفتوح العجلي منتجب الدين أسعد بن أبي الفضائل محمود بن خلف الإصبهاني الشافعي الواعظ.
شيخ الشافعية.
عاش خمسًا وثمانين سنة.
وروى عن فاطمة الجوزدانية وجماعة.
وكان يقتنع وينسخ.
له كتاب مشكلات الوجيز وكتاب تتمة التتمة.
وترك الوعظ وألف كتاب آفاق الوعاظ.
وبقاء بن عمر بن جند أبو المعمر الأزجي الدقاق ويسمى أيضًا المبارك.
روى عن ابن الحصين وجماعة توفي في ربيع الآخر.
وأبو الفرج بن اللحية جابر بن محمد بن يونس الحموي ثم الدمشقي التاجر.
روى عن الفقيه نصر الله المصيصي وغيره.
وابن شرقيني أبو القاسم شجاع بن معالي البغدادي الغراد القصباني.
روى عن ابن الحصين وجماعة. وتوفي في ربيع الآخر.
وأبو سعد بن الصفار عبد الله ابن العلامة أبي حفص عمر بن أحمد ابن منصور النيسابوري الشافعي.
فقيه متبحر أصولي عامل بعلمه.
ولد سنة ثمان وخمس مائة وسمع من جده لأمه أبي نصر القشيري.
سمع سنن الدار قطني بفوت من أبي القاسم الأبيوردي وسمع سنن أبي داود من عبد الغافر بن إسماعيل وسمع من طائفة كتبًا كبارًا.
توفي في شعبان أو رمضان وله اثنتان وتسعون سنة.
والحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور الإمام تقي الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي الحنبلي ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مائة وهاجر صغيرًا إلى دمشق بعد الخمسين فسمع أبا المكارم بن هلال وببغداد أبا الفتح بن البطي وبالإسكندرية من السلفي وطبقتهم ورحل إلى إصبهان فأكثر بها سنة نيف وسبعين.
وصنف التصانيف.
ولم يزل يسمع ويكتب إلى أن مات.
وإليه انتهى حفظ الحديث متنًا وإسنادًا ومعرفة بفنون مع الورع والعبادة والتمسك بالأثر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وسيرته في جزئين ألفها الحافظ الضياء.
والركن الطاووسي أبو الفضل العراقي عزيز بن محمد بن العراقي القزويني صاحب الطريقة.
كان إمامًا مناظرًا محجاجًا قيمًا بعلم الخلاف مفحمًا للخصوم.
أخذ عن الرضي النيسابوري الحنفي صاحب الطريقة.
توفي بهمذان.
وعمر بن محمد بن الحسن الأزجي القطان.
روى عن ابن الحصين وجماعة.
لقبه جريرة.
توفي في جمادى الأولى.
وفاطمة بني سعد الخير بن محمد أم عبد الكريم بنت أبي الحسن الأنصاري البلنسي.
ولدت بإصبهان سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة.
وسمعت حضورًا من فاطمة الجوزدانية ومن ابن الحصين وزاهر الشحامي.
ثم سمعت من هبة الله بن الطبر وخلق.
وتزوج بها أبو الحسن بن نجا الواعظ.
وروت الكثير بمصر.
توفيت في ربيع الأول عن ثمان وسبعين سنة.
والقاسم ابن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن المحدث أبو محمد بن عساكر الدمشقي.
ولد سنة سبع وعشرين وخمس مائة وسمع من جد أبويه القاضي الزكي يحيى بن علي القرشي وجمال الإسلام بن المسلم وطبقتهما.
وأجاز له الفراوي وقاضي المرستان وطبقتهما.
وكان محدثًا فهمًا حسن المعرفة شديد الورع صاحب مزاح وفكاهة.
وخطه ضعيف عديم الإتقان.
ولي مشيخة دار الحديث النورية بعد أبيه.
وتوفي في صفر.
ومحمد بن صافي أبو المعالي البغدادي النقاش.
روى عن أبي بكر المزرفي وجماعة.
وتوفي في ربيع الآخر.
والمبارك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب الأزجي الطحان ابن الشيبي. روي عن ابن الحصين وجماعة. وتوفي في شوال.
وصنيعة الملك القاضي أبو محمد هبة الله بن يحيى بن علي بن حيدرة المصري ويعرف بابن مسير المعدل راوي كتاب السيرة توفي في ذي الحجة.
ولاحق بن أبي الفضل بن علي بن قندرة.
روى المسند كله عن ابن الحصين.
توفي في المحرم عن ثمان وثمانين سنة.

.سنة إحدى وست مائة:

فيها تغلبت الفرنج على مملكة القسطنطينية وأخرجوا الروم عنها بعد حصار طويل وحروب وفيها خرجت الكرج فعاثوا ببلاد أذربيجان وقتلوا وسبوا ووصلت عيارتهم إلى عمل الخياط.
فانتدب لحربهم عسكر خلاط وعسكر أرزان الروم.
والتقوهم فنصر الله الإسلام وقتل في المصاف ملك الكرج.
وفيها توفي السكر المحدث أحمد بن سليمان بن أحمد بن الحربي المقرئ المفيد عن نيف وستين سنة.
قرأ على أحمد بن محمد بن شنيف وجماعة وسمع من سعيد بن البنا وابن البطي فمن بعدهما.
وكان ثقة مكثرًا صاحب قرآن وتهجد وإفادة للطلبة توفي في صفر.
وعبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن حمويه الإصبهاني الرجل الصالح نزيل همذان.
روى بالحضور معجم الطبراني عن عبد الصمد العنبري عن ابن ريذة.
وعبد الله بن عبد الرحمان بن أيوب الحربي الفلاح أبو محمد.
آخر من سمع من أبي العز بن كادش وسمع أيضًا من ابن الحصين توفي في ربيع الأول.
وشميم الحلي أبو الحسن علي بن الحسن ابن عنتر النحوي اللغوي الشاعر.
تأدب بإبن الخشاب.
كان ذا حمق وتيه ودعاو كثيرة تزري بكثرة فضائله.
توفي بالموصل في ربيع الآخر عن سن عالية.
وابن الخطيب أبو المفضل محمد بن الحسين بن أبي الرضا القرشي الدمشقي.
روى عن جمال الإسلام وعلي بن أبي عقيل الصوري.
ضعفه ابن خليل.
وأبو عبد الله الأرتاحي محمد بن حمد بن حامد الأنصاري المصري الحنبلي عن بضع وتسعبن سنة.
سمع في الكهولة.
من غير واحد.
روى الكثير بإجازة أبي الحسن الفراء.
توفي في شعبان.
ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف أبو الفتوح البغدادي سمعه أبوه الحافظ أبو بكر الكثير من القاضي أبي بكر الأنصاري وابن زريق القزاز وطائفة.
وكان عاميًا لا يكتب.
توفي في ربيع الأول.

.سنة اثنتين وست مائة:

فيها سلم خوارزم شاه محمد ترمذ إلى الخطا.
وكان عين الخطا. وتألم الناس لذلك. وفعل ذلك مكيدة ليتمكن من ممالك خراسان.
وفيها وقبلها تابعت الكرج الإغارات على بلاد أذربيجان وضعف عنهم أبو بكر بن البهلوان.
وراسل ملك الكرج وتزوج بابنته ووقعت الهدنة.
وفيها وجد بإربل خروف وجهه وجه آدمي.
وفيها كثرت الغارات من الكلب ابن ليون صاحب سيس على حلب يسبي ويحرق.
فسار لحربهم عسكر حلب فهزمهم.
وفيها توفي التقي الأعمى مدرس الأمينية.
فوجد مشنوقًا بالمنارة الغربية.
امتحن بأخذ ماله فاتهم به قائده واحترق قلبه فأهلك نفسه.
ودرس بعده جمال الدين المصري وكيل بيت المال.
وأبو يعلى حمزة بن علي بن حمزة بن فارس بن القبيطي البغدادي المقرئ.
قرأ القراءات على سبط الخياط والشهرزوري وسمع منهما ومن أبي عبد الله السلال وطائفة.
وكان خيرًا زاهدًا بصيرًا بالقراءات حاذقًا توفي في ذي الحجة.
والسلطان شهاب الدين الغوري أبو المظفر محمد بن سام صاحب غزنة.
قتلته الإسماعيلية في شعبان بعد قفوله من غزو الهند وكان ملكًا جليلًا مجاهدًا واسع الممالك حسن السيرة.
وهو الذي حضر عنده فخر الدين الرازي وقال: يا سلطان العالم: لا سلطانك يبقى ولا تلبيس الرازي يبقى.
وإن مردنا إلى الله.
فانتحب السلطان بالبكاء.
وضياء بن أبي القاسم أحمد بن علي بن الخريف البغدادي البخاري.
سمع الكثير من قاضي المرستان وأبي الحسين محمد بن الفراء.
وكان أميًا.
توفي في شوال.
وأبو العز عبد الباقي بن عثمان الهمذاني الصوفي.
روى عن زاهر الشحامي وجماعة.
وكان ذا علم وصلاح.
واللفتواني أبو زرعة عبيد الله بن محمد أبي نصر الإصبهاني.
أسمعه أبوه الكثير من الحسين الخلال.
وحضر علي ابن أبي ذر الصالحاني وبقي إلى هذه السنة وانقطع خبره بعدها.